کتاب " روح التربیة " نستخلص منه نتیجتین کلتاهما قیمة : الأولی الشعور بهذه العیوب الکثیرة الخطرة التی تفسد التعلیم فی مصر خاصة وفی الشرق عامة ، الثانی العلم بالقواعد الأساسیة التی یتخدها المصلحون المحدثون لتغییر النظم التعلیمیة علی اختلافها وعلی اختلاف موضوعاتها وأطوارها ، فالکتاب یبحث عن التعلیم الفرنسی ، ولکنه یدرس التعلیم من حیث هو تعلیم ، من حیث هو وسیلة إلی تکوین نفس الفرد وإلی تکوین المُثل العلیا للأمم والشعوب ، وأما جوهر التعلیم فواحد لا یتعدد وإن أخذ صوراً مختلفة وأعراضاً متفاوتة ، وهذا الجوهر هو أن هناک نفساً إنسانیة أمامها طبیعة ، ومن الحق علی هذه النفس أن تُحسن العلم بهذه الطبیعة لتستطیع أن تعیش ، هذا هو جوهر التعلیم وغایته مهما تختلف الأمم ومهما تفترق الشعوب ، وإذا کان هذا حقاً فسبیل المشرفین علی التعلیم أن یحسنوا درس علم النفس فی أطوارها المختلفة ، وأن یلائموا بین هذه الأطوار وبین ما ینبغی أن یقسم لها من العلم .
كتاب " روح التربية " نستخلص منه نتيجتين كلتاهما قيمة : الأولى الشعور بهذه العيوب الكثيرة الخطرة التي تفسد التعليم في مصر خاصة وفي الشرق عامة ، الثاني العلم بالقواعد الأساسية التي يتخدها المصلحون المحدثون لتغيير النظم التعليمية على اختلافها وعلى اختلاف موضوعاتها وأطوارها ، فالكتاب يبحث عن التعليم الفرنسي ، ولكنه يدرس التعليم من حيث هو تعليم ، من حيث هو وسيلة إلى تكوين نفس الفرد وإلى تكوين المُثل العليا للأمم والشعوب ، وأما جوهر التعليم فواحد لا يتعدد وإن أخذ صوراً مختلفة وأعراضاً متفاوتة ، وهذا الجوهر هو أن هناك نفساً إنسانية أمامها طبيعة ، ومن الحق على هذه النفس أن تُحسن العلم بهذه الطبيعة لتستطيع أن تعيش ، هذا هو جوهر التعليم وغايته مهما تختلف الأمم ومهما تفترق الشعوب ، وإذا كان هذا حقاً فسبيل المشرفين على التعليم أن يحسنوا درس علم النفس في أطوارها المختلفة ، وأن يلائموا بين هذه الأطوار وبين ما ينبغي أن يقسم لها من العلم .