" الفیزیاء ووجود الخالق " لما کانت الفیزیاء تبحث فی طبیعة الکون بالمعنی الذی ذکرته ، وکان الدین قائماً علی أن الکون مخلوق لله ، فقد کانت الفیزیاء دائماً ذات صلة بقضیة وجود الخالق وصفاته ، ولست أعنی بالطبع أن هنالک جانباً من الفیزیاء یبحث فی هذا الموضوع ، وإنما أعنی أن حقائق الفیزیاء ونظریاتها تفسر أحیاناً تفسیراً یجعلها متنافیة مع وجود الخالق ، وتفسر أحیاناً تفسیراً یجعلها مقتضیة له . ومناقشة هذه القضیة تتعدی مجال الحقائق والنظریات الفیزیائیة ، ویتأثر المناقش لها . وسوف یبین الکاتب فی هذا الکتاب أن القول بالاستغناء عن الخالق لم یکن له ما یُسوَّغه حتی فی فیزیاء نیوتن ، ثم یفصل القول فی مناقشة الحجج التی یتعلل بها بعض الفیزیائیین المعاصرین فی إنکارهم لوجود الخالق ، رغم قولهم بنظریة الإنفجار العظیم .
" الفيزياء ووجود الخالق " لما كانت الفيزياء تبحث في طبيعة الكون بالمعنى الذي ذكرته ، وكان الدين قائماً على أن الكون مخلوق لله ، فقد كانت الفيزياء دائماً ذات صلة بقضية وجود الخالق وصفاته ، ولست أعنى بالطبع أن هنالك جانباً من الفيزياء يبحث في هذا الموضوع ، وإنما أعني أن حقائق الفيزياء ونظرياتها تفسر أحياناً تفسيراً يجعلها متنافية مع وجود الخالق ، وتفسر أحياناً تفسيراً يجعلها مقتضية له . ومناقشة هذه القضية تتعدى مجال الحقائق والنظريات الفيزيائية ، ويتأثر المناقش لها . وسوف يبين الكاتب فى هذا الكتاب أن القول بالاستغناء عن الخالق لم يكن له ما يُسوَّغه حتى في فيزياء نيوتن ، ثم يفصل القول في مناقشة الحجج التي يتعلل بها بعض الفيزيائيين المعاصرين في إنكارهم لوجود الخالق ، رغم قولهم بنظرية الإنفجار العظيم .