شرع الإمام ابن الأثیر فی تألیف تاریخ جامع لأخبار ملوک الشرق والغرب وما بینهما لیکون تذکرة لنا ، وقد أتی فیه بالحوادث والکائنات من أول الزمان متتابعة یتلو بعضها بعضاً إلی وقتنا هذا ، وقد جمع فی هذا الکتاب ما لم یجتمع فی کتاب واحد ، وابتدأ بالتاریخ الکبیر الذی صنفه الإمام أبو جعفر الطبری أخذ منه المؤلف ما فیه من جمیع تراجمه ولم یخل بترجمة واحدة منها ، ولما فرغ الکاتب منه أخذ من غیره من التواریخ المشهورة فطالعها وأضاف منها ، وقد جمع المؤلف الحادثة فی موضع واحد وذکر کل شیء منها فی أی شهر أو سنة کانت ، فجاءت متناسقة متتابعة قد أخذ بعضها برقاب بعض ، وذکر فی کل سنة لکل حادثة کبیرة مشهورة ترجمة تخصها ، أما الحوادث الصغار فقد أفرد لها ترجمة واحدة فی آخر کل سنة ، وقد ابتدأ هذا المصنف بذکر تاریخ أول الزمان إلی آخر سنة ثمان عشرین وستمائة وقد رتب علی حسب ترتیب السنین .