جلست إیفا وأحاطها أبی بذراعه وأخذت تتحدث إلیه ورحنا نهدر استحساناً ونخبط علی الطاولة ونسکب المزید من الشراب ، رفعت نخبهما والجمیع حیا وصفق ، کان حدثاً عظیماً بعد هذا کانت ساعات من التهنئة والشرب والکثیر من الناس حول طاولتنا بحیث لم أضطر إلی التکلم کثیراً ، کان بوسعی التفکیر فی الماضی وما مررت به وأنا أکابد لأحدد مکانی فی العالم وأتعلم ما هو القلب البشری ربما فی المستقبل سأعیش بعمق أکبر ، وهکذا وجدت نفسی فی قلب هذه المدینة القدیمة التی أحبها ، التی تنام بدورها فی قلب جزیرة صغیرة ، محاطاً بأناس أحبهم ، شاعراً بالسعادة والبؤس فی آن ، مستذکراً الفوضی الماضیة ومتأملاً أن الأمور لن تظل هکذا علی الدوام .