لما کانت نفوس أهل الإیمان مجبولة علی الأنس بأخبار الماضین من أهل العلم والفضل ، والحرص علی التأسی بهم فقد حرص الکاتب علی جمع أخبار ومواقف صناع التاریخ والمجد المتأخرین وفاة فی العلم ، العبادة ، والزهد ، والأمر ، والنهی ، وغیر ذلک وذلک لأمرین : أولهما : أن السلف الأوائل رحمهم الله قد جمعت بعض مواقفهم وقصصهم النیرة فی أجزاء مفردة بخلاف المتأخرین ثانیهما : أن بعض الناس لو ذکرت له شیئاً من سیر الأوائل لجعل بعد الزمان ، وتغیرالأحوال مانعاً من الإقتداء بهم لکنه لن یعتذر بذلک إذا کان العالم أو المفکر قد توفی قبل سنین یسیرة ، لا سیما وإن کثیراً من هؤلاء قد أدرکناهم ، فرأیناهم وحضرنا مجالسهم أو نقلت لنا أخبارهم . وقد أعتمد المؤلف فی تقسیمة هذا الکتاب علی ما یلی أولاً : قسم القصص والمواقف إلی فصول ثانیاً : قام بالتصرف فی بعض القصص تصرفاً سیراً للإختصار أو نحوه مما لا یخل بالقصة ثالثاً : رتب قصص العلماء فی کل فصل حسب تاریخ وفاتها رابعاً : اقتصر فی الحاشیة علی ترجمة صاحب القصة ، وإن ذکر غیره من أوعیة العلم والفضل فی القصة .