إعتنی المحقق بأن یجعل من هذه المذکرات صورة صادقة للحیاة الوطنیة والسیاسیة لهذا الإمام الکبیر ، فلم یقتصر علی نبذ عن الثورة العرابیة کتبها فی دفتر صغیر ، وهو فی السجن بل جمع کتاباته الوطنیة وآراءه فی محمد علی ، واسماعیل ، وتوفیق ، وما کتبه بالتفصیل ثم بالاختصار عن الثورة العرابیة وأسبابها وأحداثها والرجال الذین اشترکوا فیها ، وما دونه من تحلیل لأهداف هؤلاء الرجال ، وإذا کان الکاتب قد اعتنی بآثار الإمام محمد عبده فی هذا الوقت ، فإنه من حق هذا الجیل أن یقف علی حیاة هذا الإمام العظیم الذی أحدث فی بلادنا العربیة والإسلامیة عدة مدارس فی الإصلاح الدینی ، والإصلاح السیاسی ، والاصلاح الإجتماعی ، وإیقاظ الأمة الإسلامیة من غفلتها ودفعها فی طریق الوعی القومی والرقی الإنسانی خطوات إلی الأمام .