یجب ان نعلم أن الطب النبوی لیس طباً بالمعنی الحدیث المحدود لکلمة الطب فی عصرنا هذا ، کعلاج لما قد یصیب الجسم البشری من أعراض مرضیة وإن تعددت مظاهرها وآثارها وتنوعت طرق علاجها ، الطب النبوی أشمل مفهوماً ، وأجل قدراً ، وأعمق أثراً وأوسع مجالاً قد لا نجد من الکلمات ما یمکن به التعبیر الدقیق الوافی عن شموله وتقدیره ، إنه هدی النبی صلی الله علیه وسلم أنعم الله سبحانه وتعالی بالعلم والخُلق ، وبآفاق نفسیة واسعة شملت کل ناحیة من نواحی العاطفة الإنسانیة ، وبالخبرة الشاملة بکل ما اختبره العرب من ضروب العیش فی البادیة والحاضرة ، وفوق کل ذلک أنعم الله علیه عز وجل بوحی إلهی خارج عن مجال القدرة البشریة ، فالطب النبوی هو العلاج الروحی والنفسی والعقلی فضلاً عن البدنی ، للفرد والمجتمع وللإنسانیة علی مر الدهور والعصور .