مرت شهور علی تلک اللیلة وهو لا یعلم من امر صدیقه المتیم شیئاً ثم ترامت إلیه الأخبار بأن ذلک الغرام الذی أنشدت فی القصائد بعد منتصف اللیل ، قد جر صاحبه إلی أحرج المآزق فالحبیبة معلقة بعنقه کأنها قصیدة من معلقات الکعبة لا بد من الزواج ، تلک صیحتها التی لا تنزل عنها وبغیتها التی لامفر منها ولکن یتزوجها ، وقد عرف عنها ما عرف ؟ إنها فتاة لعوب من أولئک الفتیات المعروفات علی شواطئ المرح ، المبرزات فی ملاهی الغزل ، کم داعبت ولاعبت وفتنت وسحرت ، ولو أطلق الله سلک التلیفون لجهر بعدد مغازلتها ولو تحدثت رمال البلاج وموائد " الأوبرج " ، لما اختلفت علی مقدار غمزاتها وبسماتها ولفتاتها .استمتع بقراءة وتحمیل کتاب مدرسة المغفلین للکاتب توفیق الحکیم