ینقسم موضوع هذا الکتاب إلی قسمین ، أولهما أثر العرب فی الحضارة الأوربیة من أقدم أزمانها ، والثانی أثر أوربة الحدیثة فی النهضة العربیة العصریة . وسیری القراء أننا شملنا بالکلام أمماً غیر الأمم التی تعرف باسم العرب ، فی مصطلحات اللغات الشائعة علی الألسنة والأقلام ، ولیس من همنا أن ننفی مزایا الشعوب والسلالات فإن هذه المزایا حقیقة لا شک فیها ولا سبیل إلی إنکارها ، ولکننا اهتممنا برد هذه المزایا إلی عوامل طبیعیة وأسباب تاریخیة ، تسری علی کل قوم إذا تعرضوا لها ولا ینفرد بها السامیون أو غیر السامین . وبهذا المیزان الصحیح تنعقد الموازنة بین الحضارة العربیة وسائر الحضارات فلا تشیل فی المیزاناستمتع بقراءة وتحمیل کتاب حضارة الاسلام للکاتب عباس العقاد