کان ثمة شیء فی نفسها بلا ریب : فإنه لم یسبق لحرکاتها أن کانت علی مثل هذه الفجاءة ، ولا لصوتها أن کان خشناً ، رجولیاً ، کما هو الآن . کانت جالسة علی السریر اسوأ مما لو کانت عاریة ، بلا دفاع ، کأنها إناء ضخم من الفخار المنقوش ، فی جوف الغرفة الوردیة ؛ وکان یشق علی المرء أن یسمعها تتکلم بصوتها الرجولی ، بینما تنبعث منها رائحة قویة غامضة ، وأخذها ماتیو من کتفیها وجذبها الیه : إنک آسفة علی ذلک الزمن ؟ فقالت مارسیل بجفاف : ذلک الزمن ، کلا : بل أنا آسفة علی الحیاة التی کان یمکن أن أحیاها .استمتع بقراءة وتحمیل کتاب دروب الحریة للکاتب جان بول سارتر
كان ثمة شيء في نفسها بلا ريب : فإنه لم يسبق لحركاتها أن كانت على مثل هذه الفجاءة ، ولا لصوتها أن كان خشناً ، رجولياً ، كما هو الآن . كانت جالسة على السرير اسوأ مما لو كانت عارية ، بلا دفاع ، كأنها إناء ضخم من الفخار المنقوش ، في جوف الغرفة الوردية ؛ وكان يشق على المرء أن يسمعها تتكلم بصوتها الرجولي ، بينما تنبعث منها رائحة قوية غامضة ، وأخذها ماتيو من كتفيها وجذبها اليه : إنك آسفة على ذلك الزمن ؟ فقالت مارسيل بجفاف : ذلك الزمن ، كلا : بل أنا آسفة على الحياة التي كان يمكن أن أحياها .استمتع بقراءة وتحميل كتاب دروب الحرية للكاتب جان بول سارتر