فی الهزیع الأخیر من اللیل مع هدأة الأنفاس فی لیل بیروت الصاخب وراء الجدران الصامتة ، اختفی کل شیء فی المکان وتلاشت دقات الساعة فسکن الزمان ولم یعد إلا هی وذاتها ، ثم اختفت هی ولم یبق إلا الذات مجردة ورأت روحها وهی تتجسد شیئاً فشیئاً أمامها کبخار أبیض نقی ، ثم لا یلبث البخار أن یتکثف حبراً أزرق علی ورق أبیض صقیل ، وکانت روحها تتحدث إلیها بصمت یصم الأذن بصراخه وهی تقول " فتحت عینیها المسهدتین ، وعتمة کثیفة لا تزال جائمة علی صدر المکان عدا ذلک البصیص الخجول من نور أزرق باهت یأتی من مصباح الممر الواهن ، وهو یحاول اختراق عتمة لیس له معها أیة حیلة . دعکت عینیها الواسعتین بقوة وهی تحاول فتحهما علی اتساعهما ، ونظرت إلی یدیها وکلها حرقة علی تلک الشعیرات التی تعلم أنها سقطت من أهدایها الطویلة وفی البدء کانت الکلمة وفی الختام تبقی الکلمة .استمتع بقراءة وتحمیل روایة جروح الذاکرة للکاتب ترکی الحمد
في الهزيع الأخير من الليل مع هدأة الأنفاس في ليل بيروت الصاخب وراء الجدران الصامتة ، اختفى كل شيء في المكان وتلاشت دقات الساعة فسكن الزمان ولم يعد إلا هي وذاتها ، ثم اختفت هي ولم يبق إلا الذات مجردة ورأت روحها وهي تتجسد شيئاً فشيئاً أمامها كبخار أبيض نقي ، ثم لا يلبث البخار أن يتكثف حبراً أزرق على ورق أبيض صقيل ، وكانت روحها تتحدث إليها بصمت يصم الأذن بصراخه وهي تقول " فتحت عينيها المسهدتين ، وعتمة كثيفة لا تزال جائمة على صدر المكان عدا ذلك البصيص الخجول من نور أزرق باهت يأتي من مصباح الممر الواهن ، وهو يحاول اختراق عتمة ليس له معها أية حيلة . دعكت عينيها الواسعتين بقوة وهي تحاول فتحهما على اتساعهما ، ونظرت إلى يديها وكلها حرقة على تلك الشعيرات التي تعلم أنها سقطت من أهدايها الطويلة وفي البدء كانت الكلمة وفي الختام تبقى الكلمة .استمتع بقراءة وتحميل رواية جروح الذاكرة للكاتب تركي الحمد