کانت الشمس علی وشک الغروب ، وکانت المدینة تتطلع لاستقبال اللیل وما یحمله إلیها من لهو ومرح وبهجة ، حینما کان فتی یجلس فی إحدی حُجُرات داره ، وفی یده قلم یخط به کلمات یُثبتها حیناً ، ویشطب فوقها حیناً ، ثم یقف مفکراً حیناً ، وعیناه ذاهلتان فی السقف وفی أرجاء الحجرة ، کأنه یتلقف الخیال الطائر ، أو یستهوی الوحی الحائر ، أو یخشی أن ینزلق قلمه بکلمة تأباها الحیطة ، ولا یرضاها الحذر . ذلک الفتی هو أحمد أو الولید بن زیدون أدیب الأندلس وشاعرها ، وهو شاب مؤتلق الشباب ، ناضر العود ، معتدل القامة ، وسیم الوجه ، عربی الملامح والشمائل . حاجبان إذا اقتربا عرفت فیهما التصمیم والعناد وقوة الشکیمة ، وعینان فیهما ذهول الشاعریة وبعد مدی الخیال ، وأنف یدل علی الکبریاء والثقة بالنفس ، وفم مفوه خُلق لیکون خطیباً .استمتع بقراءة وتحمیل کتاب هاتف من الأندلس للکاتب علی الجارم
كانت الشمس على وشك الغروب ، وكانت المدينة تتطلع لاستقبال الليل وما يحمله إليها من لهو ومرح وبهجة ، حينما كان فتى يجلس في إحدى حُجُرات داره ، وفي يده قلم يخط به كلمات يُثبتها حيناً ، ويشطب فوقها حيناً ، ثم يقف مفكراً حيناً ، وعيناه ذاهلتان في السقف وفي أرجاء الحجرة ، كأنه يتلقف الخيال الطائر ، أو يستهوي الوحي الحائر ، أو يخشى أن ينزلق قلمه بكلمة تأباها الحيطة ، ولا يرضاها الحذر . ذلك الفتى هو أحمد أو الوليد بن زيدون أديب الأندلس وشاعرها ، وهو شاب مؤتلق الشباب ، ناضر العود ، معتدل القامة ، وسيم الوجه ، عربى الملامح والشمائل . حاجبان إذا اقتربا عرفت فيهما التصميم والعناد وقوة الشكيمة ، وعينان فيهما ذهول الشاعرية وبعد مدى الخيال ، وأنف يدل على الكبرياء والثقة بالنفس ، وفم مفوه خُلق ليكون خطيباً .استمتع بقراءة وتحميل كتاب هاتف من الأندلس للكاتب على الجارم