هذا حدیث أملیته فی بعض أوقات الفراغ لم أکن أرید أن یصدر فی کتاب یقرؤه الناس، ولم أکن أرید أن أعید قراءته بعد إملائه وإنما أملیته لأتخلص بإملائه من بعض الهموم الثِّقال والخواطر المحزنة التی کثیرا ما تعتری الناس بین حین وحین. وللناس مذاهبهم المختلفة فی التخفیف من الهموم والتخلص من الأحزان، فمنهم مَن یتسلَّی عنها بالریاضة، ومنهم من یتسلی عنها بالاستماع إلی الموسیقی والغناء، ومنهم من یذهب غیر هذه المذاهب کلها لینسی نفسه ویفر من حیاته الحاضرة وما تثقله من الأعباء. ولست أدری لماذا رجعت ذات یوم إلی ذکریات الصبا، أتحدث بها إلی نفسی لأنسی بهذا الحدیث أثقال الشباب. ثم لم أکتف بالتحدُّثِ إلی نفسی فیما بینی وبینها، وإنما تحدثت إلیها حدیثا مسموعا، فأملیت هذا الحدیث علی صاحبی فی رحلة من رحلات الصیف، ثم ألقیته جانبا ونسیته أو کدت أنساه. ثم طلبت إلیّ (مجلة الهلال) فی عهدها الماضی طائفة من الأحادیث وألحّتْ فی الطلب حتی لم أجد بدا من إجابتها ولم أک أملک الوقت الذی یتیح لی أن أکتب الأحادیث التی أرادتنی علیها فعرضت هذا الکلام علی بعض الأصدقاء لیقرأه ویشیر علیَّ فیه، أیصلح للنشر أم لا یصلح؟ فقرأه الصدیق وأشار علی بألاّ ألقی إلیه بالا. فاعتذرت إلی الهلال ولکنها أبتْ إلا الإلحاح، فدفعت إلیها هذا الکلام علی کرهٍ منی، وقد نشرته، فرضی عنه بعض الناس ثم جمعه بعض الأصدقاء فی سفرٍ واحد
هذا حديث أمليته في بعض أوقات الفراغ لم أكن أريد أن يصدر في كتاب يقرؤه الناس، ولم أكن أريد أن أعيد قراءته بعد إملائه وإنما أمليته لأتخلص بإملائه من بعض الهموم الثِّقال والخواطر المحزنة التي كثيرا ما تعتري الناس بين حين وحين. وللناس مذاهبهم المختلفة في التخفيف من الهموم والتخلص من الأحزان، فمنهم مَن يتسلَّى عنها بالرياضة، ومنهم من يتسلى عنها بالاستماع إلى الموسيقى والغناء، ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها لينسى نفسه ويفر من حياته الحاضرة وما تثقله من الأعباء. ولست أدري لماذا رجعت ذات يوم إلى ذكريات الصبا، أتحدث بها إلى نفسي لأنسى بهذا الحديث أثقال الشباب. ثم لم أكتف بالتحدُّثِ إلى نفسي فيما بيني وبينها، وإنما تحدثت إليها حديثا مسموعا، فأمليت هذا الحديث على صاحبي في رحلة من رحلات الصيف، ثم ألقيته جانبا ونسيته أو كدت أنساه. ثم طلبت إليّ (مجلة الهلال) في عهدها الماضي طائفة من الأحاديث وألحّتْ في الطلب حتى لم أجد بدا من إجابتها ولم أك أملك الوقت الذي يتيح لي أن أكتب الأحاديث التي أرادتني عليها فعرضت هذا الكلام على بعض الأصدقاء ليقرأه ويشير عليَّ فيه، أيصلح للنشر أم لا يصلح؟ فقرأه الصديق وأشار علي بألاّ ألقي إليه بالا. فاعتذرت إلى الهلال ولكنها أبتْ إلا الإلحاح، فدفعت إليها هذا الكلام على كرهٍ مني، وقد نشرته، فرضي عنه بعض الناس ثم جمعه بعض الأصدقاء في سِفرٍ واحد