کتاب "الجمهرة" عبارة عن مجموعه من المختارات من الشعر العربی وهو فی بدایات العقد التاسع من عمره، وقد أحسن الاختیار مع تذوقه للأدب قرابة سبعین عاماً، فقد عمد إلی ما اختاره السالفون والمعاصرون، وکلهم من شیوخ الشعر والأدب، والذوق، وهم بدورهم لم یقصروا فی حسن الاختیار، فکیف إذاّ کان ما عند الجواهری هو خیرة المختارات هذه، وقبل ذلک ما عمد إلیه المعنیون من أصحاب المؤلفات والموسوعات الأدبیة من لقطات معینة لکل الشعراء فی کل العصور، فقد التقطت منها الصفوة مما صنعوه. بالإضافة إلی ذلک عمد الجواهری فی مختاراته هذه إلی إعطاء صورة أوضح ما تکون لکل شاعر من شعراء هذه "الجمهرة"، وعبر کل العصور، ملزماً نفسه فی اختیار کل واحد من هؤلاء وممن تیسر له شعره فیما بین یدیه من مصادر ومراجع، ما یشبه أن یکون ملفاً خلاف ما درج علیه أصحاب المختارات من القدماء والمحدثین، ویحدوه إلی ذلک أن هذه "الملفات" التی اختارها فضلاً عن أن من شأنها أن تزید من صورة الشاعر وضوحاً أکثر مما یدل البیت والأبیات القلیلة علی هذه الصورة، هی من کونها المختارات التی یطلبها القارئ لنفسه جمالاً، وقوة، ورونقاً. من ناحیة ثانیة فقد عمد الجواهری فی هذه المختارات إلی تنحیته جانباً ما یدل علی ضعفه علی دخالته أولاً، وما اتفق علیه النقدة والرواة من أمره ثانیاً، مبقیاً علی ما أعجبه منه بعذوبته وانسجامه ومقاربته نهج القصیدة وأسلوبها بل ونفسها أیضاً، مسوغاً ذلک بأنه أثبت شعراً جمیلاً زاحم به (النابغة) أو (طرفة) أو (ذا الرمة) أو (الشماخ) من هو مثلهم أو مقارب لهم، فهو شعر جمیل سائغ أیاً کان أمر قائله
كتاب "الجمهرة" عبارة عن مجموعه من المختارات من الشعر العربي وهو فى بدايات العقد التاسع من عمره، وقد أحسن الاختيار مع تذوقه للأدب قرابة سبعين عاماً، فقد عمد إلى ما اختاره السالفون والمعاصرون، وكلهم من شيوخ الشعر والأدب، والذوق، وهم بدورهم لم يقصروا في حسن الاختيار، فكيف إذاّ كان ما عند الجواهري هو خيرة المختارات هذه، وقبل ذلك ما عمد إليه المعنيون من أصحاب المؤلفات والموسوعات الأدبية من لقطات معينة لكل الشعراء في كل العصور، فقد التقطت منها الصفوة مما صنعوه. بالإضافة إلى ذلك عمد الجواهري في مختاراته هذه إلى إعطاء صورة أوضح ما تكون لكل شاعر من شعراء هذه "الجمهرة"، وعبر كل العصور، ملزماً نفسه في اختيار كل واحد من هؤلاء وممن تيسر له شعره فيما بين يديه من مصادر ومراجع، ما يشبه أن يكون ملفاً خلاف ما درج عليه أصحاب المختارات من القدماء والمحدثين، ويحدوه إلى ذلك أن هذه "الملفات" التي اختارها فضلاً عن أن من شأنها أن تزيد من صورة الشاعر وضوحاً أكثر مما يدل البيت والأبيات القليلة على هذه الصورة، هي من كونها المختارات التي يطلبها القارئ لنفسه جمالاً، وقوة، ورونقاً. من ناحية ثانية فقد عمد الجواهري في هذه المختارات إلى تنحيته جانباً ما يدل على ضعفه على دخالته أولاً، وما اتفق عليه النقدة والرواة من أمره ثانياً، مبقياً على ما أعجبه منه بعذوبته وانسجامه ومقاربته نهج القصيدة وأسلوبها بل ونفسها أيضاً، مسوغاً ذلك بأنه أثبت شعراً جميلاً زاحم به (النابغة) أو (طرفة) أو (ذا الرمة) أو (الشماخ) من هو مثلهم أو مقارب لهم، فهو شعر جميل سائغ أياً كان أمر قائله