یحتدمُ جدل الفکر العربی فی کل لحظة ما بین أصول قدیمه المشرق، وأصول حاضره المعتم، ویحدث أن یصل کل منهما إلی مفترق طرق، فذلک الزمن قد خطت فیه أغلب الأفکار التنویریة إلی أمام، وقد خطت أغلب أفکار الیوم إلی الوراء، وثمة جدل عقیم، سوف تخلفه المقارنة، وکأن الأمس العربی برغم محدودیة عصره.. فی التقنیة الحضاریة، قد کان أکثر حضارة ورُقیاً، وأکثر انفتاحا بحضارته الفکریة علی العالم الحاضر فیه، إذ کان الفکر جدلیا رائقا، ومفتوحا، ولم یک یقیم الحدّ بالقطیعة مع التمرد، بل یقیم الدلیل، ویجادل الفکرة بالفکرة الأبهی، محاججاً بالدلیل والقرینة، حتی بقیت الإضاءة خالدة متحدیة الطمس، والنکران. وغالبا ما تفرض المصالح مطالحا والمطالح مصالحاً تغیر المعانی إلی الاتجاه الذی تریده،
يحتدمُ جدل الفكر العربي في كل لحظة ما بين أصول قديمه المشرق، وأصول حاضره المعتم، ويحدث أن يصل كل منهما إلى مفترق طرق، فذلك الزمن قد خطت فيه أغلب الأفكار التنويرية إلى أمام، وقد خطت أغلب أفكار اليوم إلى الوراء، وثمة جدل عقيم، سوف تخلفه المقارنة، وكأن الأمس العربي برغم محدودية عصره.. في التقنية الحضارية، قد كان أكثر حضارة ورُقياً، وأكثر انفتاحا بحضارته الفكرية على العالم الحاضر فيه، إذ كان الفكر جدليا رائقا، ومفتوحا، ولم يك يقيم الحدّ بالقطيعة مع التمرد، بل يقيم الدليل، ويجادل الفكرة بالفكرة الأبهى، محاججاً بالدليل والقرينة، حتى بقيت الإضاءة خالدة متحدية الطمس، والنكران. وغالبا ما تفرض المصالح مطالحا والمطالح مصالحاً تغير المعاني إلى الاتجاه الذي تريده،