یزعم أن الحیاة لا قیمة لها (أولًا لأنها زائلة وثانیًا لأنها سلسلة لا متناهیة من الرّغبات فالتحقّقات فالخیبات فالرّغبات, وثالثًا لأنّها غیر مبرّرة- وهو اجتماع أوّلًا وثانیًا) لکنه یظل یتعلق بها ویکره أن یضجر ویودّ لو کذا أو کذا رغم أنه یعرف تفاهة هذا وسخافته, فی النهایة یجد أن المصالح وحدها تحدّد العلاقات لکن هذا لا یعنی عدم فسح مجال هامش هائل أمام أخادیع الصداقة والحبّ...فالمصالح لیست مادیّة وحسب وإنما روحیّة ونفسیّة أیضًا إنّه أنانی بامتیاز, ویرید للعالم أن یدور حوله لکن هذا لا یعنی أنه لا یحب مساعدة الغیر, کما وأنّه یکره أن لا یکون بإمکانه جعل کلّ الأطفال البؤساء أطفالًا فی قمّة السعادة, ولکن (مرّة أخری) قد یکون فی هذا أیضًا أنانیة مجرّدة, بمعنی أنّه یرید أن یکون أکبر وأقوی وأهم من أجله هو لا من أجلهم هم إنّه یعرف أنّ القوة سراب وأن السّلطة سراب وأن الشهرة سراب ( مثلها کمثل السعادة أو الحبّ) لکنه یظل یتعلق بها, لماذا؟ لأنّه هکذا, لکن لماذا؟ سبب من سببین, أ أو ب:أ- إنّه فقط "یزعم" أنّ الحیاة لا قیمة لها کعذر نفسی لإحجامه وتکاسله ( وربما عجزه) عن بلوغ ما یصبو إلیه ( أیّ القوّة والمجد و...)ب- إنه فعلًا یؤمن بما یزعم, لکن هذا لا یمنعه من التعلّق بالسراب لأنّه لا یرید أن ینتحرلو افتح جمجمتی وافرغ محتویاتها علی هذه الطاولة مثل سطل-یفکر حسام وهو یقضم التفاحة- لو احاول ان اقوم بعملیة تصنیف واحدة لتلک المحتویات، تری هل تکفینی حیاة واحدة لانجاز المهمة؟