بدایةً ، فإن معنی الدین یختلف بطبیعة الحال عن مفاهیم التدَیُّن. فالدینُ أصل إلهیٌّ والتدَیُّن تنوع إنسانی، الدین جوهر الاعتقاد والتدین هو نتاج الاجتهاد. و مع أن الأدیان کلها، تدعو إلی القیم العلیا التی نادت بها الفلسفة (الحق، الخیر، الجمال) فإن أنماط التدین أخذت بناصیة الناس إلی نواحٍ متباعدة ومصائر متناقضة، منها ما یوافق الجوهر الإلهی للدین و یتسامی بالإنسان إلی سماوات رحیبة، ومنها ما یسلب هذا الجوهر العلوی معانیه و یسطح غایاته حتی تصیر مظهرًا شکلانیًّا، و منها ما یجعل من الدین وسیلة إلی ما هو نقیض له.وفصولُ هذا الکتاب، و إن کانت تستعرض فی الأساس خبرات «التدین» عبر خبرات مختلفة ، إلا أنها تسعی من وراء ذلک إلی استکشاف الآثار العمیقة، شدیدة الأثر، التی قد تأخذنا إلیها التجارب التطبیقیة لمفهوم «الإیمان» والاتجار به ، فتُدیر الرؤوس وتبدد فرص النجاة من الغرق، مثلما تفعل الدوامات والأعاصیر و الریح الصرصر العاتیة.
بدايةً ، فإن معنى الدين يختلف بطبيعة الحال عن مفاهيم التدَيُّن. فالدينُ أصل إلهيٌّ والتدَيُّن تنوع إنساني، الدين جوهر الاعتقاد والتدين هو نتاج الاجتهاد. و مع أن الأديان كلها، تدعو إلى القيم العليا التي نادت بها الفلسفة (الحق، الخير، الجمال) فإن أنماط التدين أخذت بناصية الناس إلى نواحٍ متباعدة ومصائر متناقضة، منها ما يوافق الجوهر الإلهي للدين و يتسامى بالإنسان إلى سماوات رحيبة، ومنها ما يسلب هذا الجوهر العلوي معانيه و يسطح غاياته حتى تصير مظهرًا شكلانيًّا، و منها ما يجعل من الدين وسيلة إلى ما هو نقيض له.وفصولُ هذا الكتاب، و إن كانت تستعرض في الأساس خبرات «التدين» عبر خبرات مختلفة ، إلا أنها تسعى من وراء ذلك إلى استكشاف الآثار العميقة، شديدة الأثر، التي قد تأخذنا إليها التجارب التطبيقية لمفهوم «الإيمان» والاتجار به ، فتُدير الرؤوس وتبدد فرص النجاة من الغرق، مثلما تفعل الدوامات والأعاصير و الريح الصرصر العاتية.