دانلود کتاب های عربی



الجيوبوليتيكا

نویسنده: name

تتفق الاستراتیجیات الدولیه علی اختلافها علی اهمیه ومحوریه العامل الجغرافی – السیاسی فی تحقیق اهداف الدوله وطموحاتها وتثبیت مکانتها فی سلم توزیع القوی الدولیه واظهار الدور الاکثر تمیزاً، بل والسعی الی تحسین تلک المکانه وذلک الدور. وتنقسم الجغرافیا لقسمین کبیرین: الجغرافیا الطبیعیه، والجغرافیا البشریه، والاخیره من فروعها الهامه الجغرافیا السیاسیه، والتی یعد علم الجیوبولیتیکا احد اهم موضوعاتها. واذا کانت تشکل الجغرافیا السیاسیه واحده من الموضوعات الشایکه فی الدراسات الجغرافیه ذلک انها تعنی بربط وتحلیل تفاعلات بشریه سریعه الایقاع -الاتجاهات السیاسیه الداخلیه والخارجیه والعسکریه- مع العوامل الجغرافیه الارضیه شبه الثابته وتکون الدوله هی وحده الدراسه فی الجغرافیا السیاسیه وهی فی حد ذاتها اصطناع بشری موقوت الثبات نتیجه تغیرات سریعه داخلیه او خارجیه. اذا کانت هذه صعوبه الجغرافیا السیاسیه؛ فالجیوبولیتیک اکثر صعوبه لانها تقوم برسم تصورات سیاسیه مستقبلیه علی ضوء تفاعلات البشر والجغرافیا. وبرغم قدم الفکر الجیوبولیتیکی فانه اصبح اکثر تبلورا ووضوحا فی القرن الماضی. تجیب الجغرافیا السیاسیه عن سوال: این نحن الآن ؟ فی حین تجیب الجیوبولیتیک عن سوال المستقبل وکیفیه الوصول الیه. والحقیقیه ان الجیوبولیتیک اکثر متعه من الجغرافیا الصماء حیث انها تتعامل مع الدوله ککاین حی له طموحه واهدافه التی یسعی الی تحقیقها موازنا بینها وبین محیطه الاقلیمی والعالمی مستعینا بالجیوبولیتیک من اجل ذلک، وهی بالتالی مفتاح السیاسات القومیه للدول ولا غنی عنها لای مخطط استراتیجی او متخذ قرار او مهتم بالشان العام. الخلاصه اذن ان الجیوبولیتیک لای مجتمع هی ثقافه سیاسیه متاثره بالجغرافیا وهی هندسه لسیاسه الدول الخارجیه ومفسر لتحرکاتها. لذلک لابد ان یفکر رجل الشارع جغرافیاً وان یفکر الساسه جیوبولیتیکیاً. وقد تعرض علم الجیوبولیتیک لسمعه سییه خاصه علی ید الالمان، وکذلک الاتحاد السوفیتی الذی کان اکثر النماذج وضوحاً فی التطبیق الحرفی لمبادی الطمع الجغرافی السمعه السییه للجیوبولیتیک لدرجه ان من اکثر النکات شیوعاً فی اوروبا فی الستینیات من القرن الماضی کانت تلک التی یسال فیها مدرس تلمیذه سوالا جغرافیاً مباشراً: من هم جیران الاتحاد السوفیتی؟ وبدلاً من ان یعدد الطالب اسماء الدول المجاوره تاتی اجابته: جیران الاتحاد السوفیتی هم مَن یرغب هذا الاتحاد فی ان یصبحوا جیراناً له؛ فی دلاله تهکمیه علی ان هذه الحدود متغیره، وتعتمد علی مستوی التوسع والضم الذی تملیه الاطماع الجغرافیه السوفیتیه. وبعد ان ادان الجغرافی الامریکی الراحل ریتشارد هرتشهورن الجیوبولیتیکا معتبرا ایاها نوعا من التسمیم الفکری، اربکت الجیوبولیتیکا نقادها. ولکنها اصبحت الیوم میدانا فکریا مشهورا ومهما، بالرغم من الادعاءات المستمره بان الجیوبولیتیکا ساعدت علی اضفاء الشرعیه علی سیاسات هتلر التوسعیه والسیطره علی الاماکن ومن خلال استخدام روی من الجیوبولیتیکا النقدیه والتاریخ الثقافی، نحاول اعاده الوضع لعلم الجیوبولیتیکا. ویاتی هذا الکتاب کاول کتاب مصری عن علم الجیوبولیتیک، وان سبقته محاولات عدیده لدراسه هذا الفرع ولکنها عباره عن اجزاء وفصول داخل کتب الجغرافیا السیاسیه، ولعل هذا الکتاب یکون خیر معین للجغرافیین والسیاسیین ومخططی الاستراتیجیات، ویوصل لفرع جدید ویضع ملامحه العامه وطرق البحث فیه. ویتالف الکتاب من اربعه فصول، یتناول الفصل الاول ماهیه علم الجیوبولیتیک، الفرق بین الجغرافیا السیاسیه والجیوبولیتیک، انماط الدراسات الجیوبولیتیکیه، النظام الجیوبولیتیکی وعنصر المفاجاه، اسس التحلیل الجیوبولیتیکی، الجیوستراتیجیه والجیوبولیتیک، واهمیه الجیوبولیتیک. ویدرس الفصل الثانی نشاه وتطور علم الجیوبولیتیک، ومرحله افول هذا العلم، ثم نهضته مره اخری، کما یتناول النظام الجیوبولیتیکی العالمی. اما الفصل الثالث فیعرض مجموعه من اهم النظریات الجیوبولیتیکیه مثل: نظریه القوه البریه، نظریه القوه البحریه، نظریه القوه الجویه، ویختتم الفصل بالجیوبولیتیک وعلاقته بالجیو – عولمه.ویختتم الکتاب بمجموعه من الدراسات التطبیقیه لبعض مجالات الدراسه فی علم الجیوبولیتیک ومنها، المشکلات الجیوبولیتیکیه للموقع الحبیس، ودراسه عن الاهمیه الجیوبولیتیکیه لمنطقه الکومیسا بالنسبه لمصر، وکذلک دراسه تحت عنوان هیدروبولیتیکیه سد النهضه، واخیرا دراسه عن جیوبولیتیکه الارهاب فی سیناء. ونحن اذ نقدم للمهتمین بالجغرافیه السیاسیه بصفه عامه وعلماء الجیوبولیتیک والجیوستراتیجیه بصفه خاصه هذا الکتاب نستهدف منه التثقیف المنهجی وترویج الثقافه الجغرافیه خاصه المرتبطه بالجغرافیا السیاسیه نظریا وتطبیقا، ونتمنی ان یستفید منه الجمیع کاول لبنه فی تاسیس مدرسه لعلم الجیوبولیتیک فی مصر، ونرجو من الله الثواب.وعلی الله قصد السبیل محمد عبد السلام

تتفق الاستراتيجيات الدولية على اختلافها على أهمية ومحورية العامل الجغرافي – السياسي في تحقيق أهداف الدولة وطموحاتها وتثبيت مكانتها في سلم توزيع القوى الدولية وإظهار الدور الأكثر تميزاً، بل والسعي إلى تحسين تلك المكانة وذلك الدور. وتنقسم الجغرافيا لقسمين كبيرين: الجغرافيا الطبيعية، والجغرافيا البشرية، والاخيرة من فروعها الهامة الجغرافيا السياسية، والتي يعد علم الجيوبوليتيكا احد أهم موضوعاتها. وإذا كانت تشكل الجغرافيا السياسية واحدة من الموضوعات الشائكة في الدراسات الجغرافية ذلك أنها تعنى بربط وتحليل تفاعلات بشرية سريعة الإيقاع -الاتجاهات السياسية الداخلية والخارجية والعسكرية- مع العوامل الجغرافية الأرضية شبه الثابتة وتكون الدولة هي وحدة الدراسة في الجغرافيا السياسية وهي في حد ذاتها اصطناع بشري موقوت الثبات نتيجة تغيرات سريعة داخلية أو خارجية. إذا كانت هذه صعوبة الجغرافيا السياسية؛ فالجيوبوليتيك أكثر صعوبة لأنها تقوم برسم تصورات سياسية مستقبلية على ضوء تفاعلات البشر والجغرافيا. وبرغم قدم الفكر الجيوبوليتيكي فإنه أصبح أكثر تبلورا ووضوحا في القرن الماضي. تجيب الجغرافيا السياسية عن سؤال: أين نحن الآن ؟ في حين تجيب الجيوبوليتيك عن سؤال المستقبل وكيفية الوصول إليه. والحقيقية أن الجيوبوليتيك أكثر متعة من الجغرافيا الصماء حيث أنها تتعامل مع الدولة ككائن حي له طموحه وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها موازنا بينها وبين محيطه الإقليمي والعالمي مستعينا بالجيوبوليتيك من أجل ذلك، وهي بالتالي مفتاح السياسات القومية للدول ولا غنى عنها لأي مخطط استراتيجي أو متخذ قرار أو مهتم بالشأن العام. الخلاصة إذن أن الجيوبوليتيك لأي مجتمع هي ثقافة سياسية متأثرة بالجغرافيا وهي هندسة لسياسة الدول الخارجية ومفسر لتحركاتها. لذلك لابد أن يفكر رجل الشارع جغرافياً وأن يفكر الساسة جيوبوليتيكياً. وقد تعرض علم الجيوبوليتيك لسمعة سيئة خاصة على يد الالمان، وكذلك الاتحاد السوفيتي الذي كان أكثر النماذج وضوحاً في التطبيق الحرفي لمبادئ الطمع الجغرافي السمعة السيئة للجيوبوليتيك لدرجة أن من أكثر النكات شيوعاً في أوروبا في الستينيات من القرن الماضي كانت تلك التي يسأل فيها مدرس تلميذه سؤالا جغرافياً مباشراً: من هم جيران الاتحاد السوفيتي؟ وبدلاً من أن يعدد الطالب أسماء الدول المجاورة تأتي إجابته: جيران الاتحاد السوفيتي هم مَن يرغب هذا الاتحاد في أن يصبحوا جيراناً له؛ في دلالة تهكمية على أن هذه الحدود متغيرة، وتعتمد على مستوى التوسع والضم الذي تمليه الأطماع الجغرافية السوفيتية. وبعد أن أدان الجغرافي الأمريكي الراحل ريتشارد هرتشهورن الجيوبوليتيكا معتبرا إياها نوعا من التسميم الفكري، أربكت الجيوبوليتيكا نقادها. ولكنها أصبحت اليوم ميدانا فكريا مشهورا ومهما، بالرغم من الادعاءات المستمرة بأن الجيوبوليتيكا ساعدت على إضفاء الشرعية على سياسات هتلر التوسعية والسيطرة على الأماكن ومن خلال استخدام رؤى من الجيوبوليتيكا النقدية والتاريخ الثقافي، نحاول اعادة الوضع لعلم الجيوبوليتيكا. ويأتي هذا الكتاب كأول كتاب مصري عن علم الجيوبوليتيك، وإن سبقته محاولات عديدة لدراسة هذا الفرع ولكنها عبارة عن أجزاء وفصول داخل كتب الجغرافيا السياسية، ولعل هذا الكتاب يكون خير معين للجغرافيين والسياسيين ومخططي الاستراتيجيات، ويؤصل لفرع جديد ويضع ملامحه العامة وطرق البحث فيه. ويتألف الكتاب من أربعة فصول، يتناول الفصل الأول ماهية علم الجيوبوليتيك، الفرق بين الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيك، أنماط الدراسات الجيوبوليتيكية، النظام الجيوبوليتيكي وعنصر المفاجأة، أسس التحليل الجيوبوليتيكي، الجيوستراتيجية والجيوبوليتيك، وأهمية الجيوبوليتيك. ويدرس الفصل الثاني نشأة وتطور علم الجيوبوليتيك، ومرحلة أفول هذا العلم، ثم نهضته مرة أخرى، كما يتناول النظام الجيوبوليتيكي العالمي. أما الفصل الثالث فيعرض مجموعة من أهم النظريات الجيوبوليتيكية مثل: نظرية القوة البرية، نظرية القوة البحرية، نظرية القوة الجوية، ويختتم الفصل بالجيوبوليتيك وعلاقته بالجيو – عولمة.ويختتم الكتاب بمجموعة من الدراسات التطبيقية لبعض مجالات الدراسة في علم الجيوبوليتيك ومنها، المشكلات الجيوبوليتيكية للموقع الحبيس، ودراسة عن الأهمية الجيوبوليتيكية لمنطقة الكوميسا بالنسبة لمصر، وكذلك دراسة تحت عنوان هيدروبوليتيكية سد النهضة، وأخيرا دراسة عن جيوبوليتيكة الارهاب في سيناء. ونحن إذ نقدم للمهتمين بالجغرافية السياسية بصفة عامة وعلماء الجيوبوليتيك والجيوستراتيجية بصفة خاصة هذا الكتاب نستهدف منه التثقيف المنهجي وترويج الثقافة الجغرافية خاصة المرتبطة بالجغرافيا السياسية نظريا وتطبيقا، ونتمنى أن يستفيد منه الجميع كأول لبنه في تأسيس مدرسة لعلم الجيوبوليتيك في مصر، ونرجو من الله الثواب.وعلى الله قصد السبيل محمد عبد السلام



برای سفارش کتاب، کافی است نام و "کد کتاب" را از طریق پیامک یا تلگرام به شماره 09355621039 ارسال نمایید تا در اولین فرصت با شما تماس حاصل شود.
تبلیغات