علی أحد الجدران عُلقت خارطة للقارة الإفریقیة فی مکان ضیق حاصرته رفوف الکتب یمنة ویسرة ، النافذة المفتوحة أزعجته ، شأنها شأن کل شیء فی تلک اللحظة ، الأصوات المتسللة إلی الداخل ذکرته بلیالی عدیدة أخری لم یذق فیها طعم النوم ، الرسم المعلق علی یساره وعلی بعد ذراع منه جمیل ومبهم فی الآن نفسه ، لقد أدخل علیه الإرتباک منذ أول وهلة . أعاد إلی ذاکرته أن هذا الإنجلیزی سبق له وأن تسکع فی مناطق ملحدة لم یدخلها إلا السذج والمغرورون ، کان عناده معروفاً لدی الجمیع ، هذا هو کل ما کان القسیس یعرف عنه .