دانلود کتاب های عربی


هند والعسكر - هند والعسکر

نویسنده: name

 ”فتحت طرف الستارة لأطلّ علی الشارع المقابل لنافذتی، التقطت أذنی صوت الأطفال یتعلقون بأیادی آبائهم، وهم یخرجون للمدرسة. مرّ باص مدرسة البنات الأصغر سریعاً، یحمل معه فتیات مجلّلات بعباءات سوداء، ثم حافلة أطفال أخری یشاغب أطفالها سائق الحافلة بالصیاح. کان الشارع یحتفی بندی المطر، وإسفلته یلاعب رشه الناعم الخفیف، ویستحم بعیداً عن لفح الشمس الساخنة فی أول أیام الشتاء. صوت أمی یحثّ می الصغیرة علی الإسراع بالذهاب للمدرسة. صفقت أجنحة الطیور فی السماء تنشر یقظتها فی الصباح المبکر علی أشجار الرصیف. حبات المطر الخفیف تتساقط هتاناً.. حین یهطل المطر فی نواحی نجد العطش یحتفل الناس به، تعتریهم حالة جنون الفرح، فعادة المطر النجدی أن یکون رقیقاً، خفیفاً، وشحیحاً. حرّکت رائحة المطر غصون قلبی الیابسة، فأوجعنی تکسّر غصونها فی صدری، تساقطت أوراقه الجافة فرحاً، نفثت ذکری بعیدة لماضٍ بعید حزین.. شعرت بضیق فاغتسلت وصلیت رکعتین. فتحت الغرفة، خرجت، نفثت القهوة فی وجهی، اشتعلت رائحة القهوة فی البیت مثل حریق صیفی ساخن، رائحتها القویة تنبعث من مطبخ البیت. عموشة تحمص القهوة بنفسها، تضع حبوبها الخضراء فی المقلاة الحامیة، فوق النار، تقلّب حباتها حتی تسمرّ، أهل نجد لا یحبون القهوة السوداء، یحبونها بنیة خفیفة، کوجه بدوی لوّحته الشمس. تطحن عموشة حبات القهوة قلیلاً، تترک نصفها خشناً، تقذف بفنجان واحد فی إبریق ماء، یموج ماؤه علی نار هادئة حتی تغلی ثم تضع عموشة نصف فنجان آخر من الهیل المطحون فی قلب القهوة التی تفور کروح عطشی للعناق.. تنتشر رائحة الهیل فی رؤوسنا بولع، بانتظار دورها، کی تغسل القهوة مزاجنا الصباحی من خیوط أحلام البارحة العکرة، تحت شلالات حکایات القهوة المرّة، وحبات التمر الحلوة ینتشی مزاجنا ویتمدد”.

 ”فتحت طرف الستارة لأطلّ على الشارع المقابل لنافذتي، التقطت أذني صوت الأطفال يتعلقون بأيادي آبائهم، وهم يخرجون للمدرسة. مرّ باص مدرسة البنات الأصغر سريعاً، يحمل معه فتيات مجلّلات بعباءات سوداء، ثم حافلة أطفال أخرى يشاغب أطفالها سائق الحافلة بالصياح. كان الشارع يحتفي بندى المطر، وإسفلته يلاعب رشه الناعم الخفيف، ويستحم بعيداً عن لفح الشمس الساخنة في أول أيام الشتاء. صوت أمي يحثّ مي الصغيرة على الإسراع بالذهاب للمدرسة. صفقت أجنحة الطيور في السماء تنشر يقظتها في الصباح المبكر على أشجار الرصيف. حبات المطر الخفيف تتساقط هتاناً.. حين يهطل المطر في نواحي نجد العطش يحتفل الناس به، تعتريهم حالة جنون الفرح، فعادة المطر النجدي أن يكون رقيقاً، خفيفاً، وشحيحاً. حرّكت رائحة المطر غصون قلبي اليابسة، فأوجعني تكسّر غصونها في صدري، تساقطت أوراقه الجافة فرحاً، نفثت ذكرى بعيدة لماضٍ بعيد حزين.. شعرت بضيق فاغتسلت وصليت ركعتين. فتحت الغرفة، خرجت، نفثت القهوة في وجهي، اشتعلت رائحة القهوة في البيت مثل حريق صيفي ساخن، رائحتها القوية تنبعث من مطبخ البيت. عموشة تحمص القهوة بنفسها، تضع حبوبها الخضراء في المقلاة الحامية، فوق النار، تقلّب حباتها حتى تسمرّ، أهل نجد لا يحبون القهوة السوداء، يحبونها بنية خفيفة، كوجه بدوي لوّحته الشمس. تطحن عموشة حبات القهوة قليلاً، تترك نصفها خشناً، تقذف بفنجان واحد في إبريق ماء، يموج ماؤه على نار هادئة حتى تغلي ثم تضع عموشة نصف فنجان آخر من الهيل المطحون في قلب القهوة التي تفور كروح عطشى للعناق.. تنتشر رائحة الهيل في رؤوسنا بولع، بانتظار دورها، كي تغسل القهوة مزاجنا الصباحي من خيوط أحلام البارحة العكرة، تحت شلالات حكايات القهوة المرّة، وحبات التمر الحلوة ينتشي مزاجنا ويتمدد”.



برای سفارش کتاب، کافی است نام و "کد کتاب" را از طریق پیامک یا تلگرام به شماره 09355621039 ارسال نمایید تا در اولین فرصت با شما تماس حاصل شود.
تبلیغات